كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


قال بعضهم‏:‏ الداء علة تحصل بغلبة بعض الأخلاط والشفاء رجوعها إلى الاعتدال وذلك بالتداوي وقد يحصل بمحض لطف اللّه بلا سبب ثم الموت إن كان داء فالخبر غير عام إذ لا دواء له وزعم أن المراد دواؤه الطاعة غير سديد لأنها دواء للأمراض المعنوية كالعجب والكبر لا الموت‏.‏

- ‏(‏ه عن أبي هريرة‏)‏ رمز لحسنه وصنيع المصنف كالناطق بأن ذا لم يتعرض الشيخان ولا أحدهما لتخريجه وهو ذهول عجيب فقد خرجه البخاري في الطب باللفظ المزبور لكن زاد لفظة من قبل داء ورواه مسلم بلفظ ما أنزل اللّه داء إلا أنزل له دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن اللّه‏.‏

7840 - ‏(‏ما أنعم اللّه على عبد نعمة فقال الحمد للّه إلا كان الذي أعطى أفضل مما أخذ‏)‏ لأن قول الحمد للّه نعمة من اللّه والمحمود عليه نعمته أيضاً وبعض النعم أجلُّ من بعض فنعمة الشكر أجل من نعمة مال أو جاه أو ولد ولا يستلزم ذلك كون فعل العبد أفضل من فعل اللّه وإن دل على أن فعل العبد للشكر قد يكون أفضل من بعض مفعول اللّه وفعل العبد هو مفعول اللّه ولا ريب أن بعض مفعولاته أفضل من بعض كما بينه البيهقي وغيره كابن القيم فما نقل عن الإمام الورع ابن عيينة أنه عزى المتن إلى الحسن ثم قال هو خطأ لأن فعل العبد ليس بأفضل من فعل الرب كما أنه ذهل عن كونه حديثاً مرفوعاً فقد غفل عن معناه المقرر فتدبر‏.‏

- ‏(‏ه عن أنس‏)‏‏.‏

7841 - ‏(‏ما أنعم اللّه على عبد نعمة فحمد اللّه عليها إلا كان ذلك الحمد أفضل من تلك النعمة وإن عظمت‏)‏ أخذ منه بعضهم أن الحمد أفضل من النعم وخطأه آخرون منهم ابن عيينة محتجين بأن فعل العبد لا يفضل فعل الرب وأجيب بأن المراد بالنعم الدنيوية كعافية ورزق والحمد من النعم الدينية وكلاهما نعمة من اللّه على عبده بهدايته لشكر نعمته بالحمد عليها أفضل من نعمه الدنيوية على عبده فإن هذه إن لم يقترن بها شكر كانت بلية ‏.‏

فقد جعفر الصادق بغلة له فقال‏:‏ إن ردها اللّه عليَّ لأحمدنه بمحامد يرضاها فما لبث أن جيء بها بسرجها ولجامها فركبها فلما استوى عليها رفع رأسه إلى السماء فقال‏:‏ الحمد للّه ولم يزد فقيل له ذلك فقال‏:‏ هل تركت أو أبقيت شيئاً، جعلت الحمد كله للّه‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي أمامة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك‏.‏

‏[‏ص 429‏]‏ 7842 - ‏(‏ما أنعم اللّه على عبد نعمة من أهل ومال وولد فيقول ‏"‏ما شاء اللّه لا قوة إلا باللّه‏"‏ فيرى فيه آفة دون الموت‏)‏ وقد قال اللّه تعالى ‏{‏ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء اللّه لا قوة إلا باللّه‏}‏ وهذا الحديث قد بوب عليه النووي في الأذكار باب ما يقول لدفع الآفات، ثم أورده بمفرده‏.‏

- ‏(‏ع هب‏)‏ وكذا ابن السني ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك قال الهيثمي‏:‏ فيه عبد الملك ابن زرارة وهو ضعيف وفيه أيضاً عيسى بن عون مجهول‏.‏

7843 - ‏(‏ما أنعم اللّه على عبد من نعمة فقال الحمد للّه إلا أدى شكرها فإن قالها الثانية جدد اللّه له ثوابها فإن قالها الثالثة غفر اللّه له ذنوبه‏)‏ قال الحكيم‏:‏ إنما كان كذلك لأنه إذا حمد اللّه عليها كان في كلمة الحمد قول لا إله إلا اللّه متضمنة مشتملاً عليها الحمد لكن هذا فيمن حمد مع التأدب وطيب العمل في كل شيء خالصاً من قلبه غير ملتفت إلى رشوة من ربه مطيعاً للّه طالباً حسن العمل، أما من حمد مع ترك الأدب واستيلاء الغفلة فأجنبي من هذا المقام فإن حمده حمد السكارى‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في الدعاء ‏(‏هب‏)‏ عن عبد الرحمن بن قيس الرازي عن محمد بن أبي حميد عن ابن المنكدر ‏(‏عن جابر‏)‏ بن عبد اللّه قال الحاكم‏:‏ صحيح ورده الذهبي فقال‏:‏ ليس بصحيح قال أبو زرعة‏:‏ عبد الرحمن بن قيس كذاب اهـ‏.‏ وفي الميزان عبد الرحمن بن قيس كذبه ابن مهدي وأبو زرعة وقال البخاري‏:‏ ذهب حديثه وقال أحمد‏:‏ لم يكن بشيء وخرج له في المستدرك حديثاً منكراً وصححه ثم ساق هذا‏.‏

7844 - ‏(‏ما أنفق الرجل في بيته وأهله وولده وخدمه فهو له صدقة‏)‏ قال الحرالي‏:‏ والمنفق أعلى حالاً من المزكي لأن المزكي يخرج ما وجب عليه فرضاً والمنفق يجود بما في يده فضلاً‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي أمامة‏)‏ وعزاه المنذري للطبراني في الأوسط عن أبي أمامة بلفظ ما أنفق المرء على نفسه وولده وأهله وذوي رحمه وقرابته فهو له صدقة، وضعفه قال‏:‏ لكن له شواهد كثيرة ولعل رمز المؤلف لحسنه لكثرة شواهده‏.‏

7845 - ‏(‏ما أنفقت‏)‏ بالبناء للمجهول ‏(‏الورق‏)‏ بكسر الراء الفضة ‏(‏في شيء أحب إلى اللّه من نحير‏)‏ كذا بخط المصنف ‏(‏ينحر في يوم عيد‏)‏ أي يضحى به فيه وهذا فضل عظيم للأضحية‏.‏

- ‏(‏طب هق‏)‏ وكذا ابن عدي وعنه من طريقه رواه البيهقي فلو عزاه إلى الأصل كان أولى ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير قال الذهبي في الضعفاء‏:‏ متفق على ضعفه وقال ابن الجوزي‏:‏ حديث لا يصح فيه إبراهيم بن يزيد الجوري قال أحمد والنسائي‏:‏ متروك ورواه الدارقطني باللفظ المزبور عن ابن عباس وفيه إبراهيم بن يزيد ضعيف وقال الهيثمي‏:‏ فيه إبراهيم بن يزيد الجوري ضعيف‏.‏

7846 - ‏(‏ما أنكر قلبك فدعه‏)‏ أي اتركه قال حجة الإسلام‏:‏ هذا في قلب طهر عن أوضار الدنيا أولاً ثم صقل بالرياضة البالغة ثانياً ثم نور بالذكر الصافي ثالثاً ثم غذي بالفكر الصائب رابعاً ثم رق بملازمة حدود الشرع خامساً حتى ‏[‏ص 430‏]‏ فاض عليه النور من مشكاة النبوة وصار كأنه مرآة مجاوّة فهذا وأمثاله هم الذين يرجعون إلى قلوبهم وهم الذين يميزون بين ظلمة الكفر وضياء الإيمان بخلاف من بضاعته في العلم مسألة إزالة النجاسة وماء الزعفران والفعل والفاعل والمبتدأ والخبر وأمثالهم هيهات هيهات هذا المطلب أنفس وأعز من أن يدرك بالمنى أو ينال بالهوينا فاشتغل أنت بشأنك ولا تضيع فيهم بقية زمانك ‏{‏فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم‏}‏‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن‏)‏ أبي معاوية ‏(‏عبد الرحمن بن معاوية بن خديج‏)‏ بمهملة وجيم مصغراً البصري قاضي مصر قال الذهبي‏:‏ لا تصح له صحبة فهو مرسل اهـ‏.‏ وفي التقريب كأصله إنه من الطبقة الثالثة فعلى المصنف ملام في إيهامه إسناده‏.‏

7847 - ‏(‏ما أهدى المرء المسلم لأخيه هدية أفضل من كلمة حكمة يزيده اللّه بها هدى أو يرده بها عن ردى‏)‏ وفي معناه قال بعضهم‏:‏ كلمة لك من أخيك خير لك من مال يعطيك لأن الحكمة تنجيك والمال يطغيك‏.‏

- ‏(‏هب‏)‏ وأبو نعيم والديلمي ‏(‏عن ابن عمرو‏)‏ بن العاص ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه البيهقي خرجه وسكت عليه والأمر بخلافه بل تعقبه بقوله في إسناد إرساله بين عبيد اللّه وعبد اللّه اهـ‏.‏ وفيه مع ذلك إسماعيل بن عياش قالوا‏:‏ ليس بالقوي وعمارة بن غزية ضعفه ابن حزم لكن خولف وعبيد اللّه بن أبي جعفر قال أحمد‏:‏ ليس بالقوي‏.‏

7848 - ‏(‏ما أهلَّ مهلٌّ قط‏)‏ بحج أو عمرة ‏(‏إلا آبت‏)‏ أي رجعت ‏(‏الشمس بذنوبه‏)‏ ومر أن الحج يكفر الصغائر والكبائر، بل قيل‏:‏ حتى التبعات‏.‏

- ‏(‏هب عن أبي هريرة‏)‏ فيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

7849 - ‏(‏ما أهلَّ مهلٌّ قط‏)‏ أي ما رفع ملب صوته بالتلبية في حج أو عمرة ‏(‏ولا كبر مكبر قط إلا بشر بالجنة‏)‏ أي بشرته الملائكة أو الكاتبان بها‏.‏

- ‏(‏طس عن أبي هريرة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رواه بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح‏.‏

7850 - ‏(‏ما أوتي عبد في هذه الدنيا خيراً له من أن يؤذن له في ركعتين يصليهما‏)‏ لأن المصلي مناج لربه مسارر له مأذون منه في الدخول عليه والمثول بين يديه ولولا أن اللّه أعطى أولياءه في الجنة أفضل مما أعطاهم في الصلاة في الدنيا إلا كانت صلاة ركعتين في الدنيا أفضل من نعيم الجنة لأن نعيمها حظ النفوس والصلاة قرة العين غير أن الذي في الصلاة على التقريب مما في العقبى وليس بعينه وهو رؤية اللّه فإن المصلي كأنه يراه والزائر له في الآخرة يراه حقيقة نظر عيان، رزقنا اللّه النظر لوجهه الكريم‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي أمامة‏)‏‏.‏

7851 - ‏(‏ما أوتيكم من شيء وما أمنعكموه‏)‏ من الفيء والغنيمة ‏(‏إن‏)‏ أي ما ‏(‏أنا إلا خازن أضع‏)‏ العطاء ‏(‏حيث أمرت‏)‏ أي حيث أمرني اللّه سبحانه فلا أعطى رجماً بالغيب كما يفعله الملوك وعظماء الدنيا‏.‏

- ‏(‏حم عن أبي هريرة‏)‏ رمز لحسنه‏.‏

7852 - ‏(‏ما أوذي أحد ما أوذيت‏)‏ فقد آذاه قومه أذى لا يحتمل ولا يطاق حتى رموه بالحجارة إلى أن أدموا رجليه ‏[‏ص 431‏]‏ فسال منهما الدم على نعليه ونسبوه إلى السحر والكهانة والجنون إلى غير ذلك مما هو مشهور مسطور وكفى بما وقع له في قصة الطائف من الإيذاء، وأخذ الصوفية من هذا أنه يتعين تحمل الأذى من جار أو غيره قالوا‏:‏ وأما أرباب الأحوال فمعدودون من الضعفاء ملامون على تأثيرهم بالحال في الجار وغيره إذا أذاهم فالأقوياء الكاملون لا يفعلون ذلك ولا يلتفتون لقول العامة ليس عندنا شيخ إلا من يؤثر في الناس بحاله ويصعد من سرق متاعه أو ستر ضريحه بعد موته وغاب عنهم أن القوي بشهادة حال الشارع وقاله هو من يتحمل الأذى ولا يقابل عليه وإن فحش فالكامل عند القوم هو الذي يحمل الأذى ويضربونه ويحتقرونه ولا يتأثر، قال شيخنا الشعراوي‏:‏ ووقع لصاحبنا أحمد الكعكي أن جيرانه آذوه فتوجه فيهم فصار بيتهم كله دوداً وما فيه من ماء وطعام يغلي دوداً فرحلوا فقلت له‏:‏ الفقراء تحتمل فقال‏:‏ ذلك خاص بالأبدال منكم وأما نحن فمذهبنا عدم الاحتمال لئلا يتمادى الناس في إيذاء بعضهم بعضاً‏.‏

- ‏(‏عبد بن حميد وابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن جابر‏)‏ بن عبد اللّه قال ابن حجر‏:‏ هذا الحديث رواه ابن عدي في ترجمة يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر ويوسف ضعيف فالحديث ضعيف‏.‏

7853 - ‏(‏ما أوذي أحد ما أوذيت في اللّه‏)‏ أي في مرضاته أو من جهته وبسببه حيث دعوت الناس إلى إفراده بالعبادة ونهيت عن إثباتهم الشريك وذلك من أعظم اللطف به وكمال العناية الربانية به ليتضاعف له الترقي في نهايات المقامات‏.‏ قال ابن عطاء اللّه‏:‏ إنما جرى الأذى على أصفيائه لئلا يكون لأحد منهم ركوناً إلى الخلق غيرة منه عليهم وليزعجهم عن كل شيء حتى لا يشغلهم عنه شيء وقال ابن حجر‏:‏ هذا الحديث قد استشكل بما جاء من صفات ما أوذي به الصحابة من التعذيب الشديد وهو محمول لو ثبت على معنى حديث أنس المار لقد أوذيت في اللّه وما يؤذى أحد وقيل معناه أنه أوحى إليه ما أوذي به من قبله فتأذى بذلك زيادة على ما آذاه قومه به وروى ابن إسحاق عن ابن عباس واللّه إن كانوا يضربون أحدهم ويجيعونه ويعطشونه حتى ما يقدر أن يستوي جالساً من شدة الضر حتى يقولوا له اللات والعزى إلهك من دون اللّه فيقول أحد أحد وروى ابن ماجه وابن حبان عن ابن مسعود أول من أظهر إسلامه سبعة‏:‏ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعمار وأمه وصهيب وبلال والمقداد، فأما رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فمنعه اللّه بعمه وأما أبو بكر بقومه وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدرع الحديد وأوثقوهم في الشمس اهـ، وأجيب بأن جميع ما أوذي به أصحابه كان يتأذى هو به لكونه بسببه واستشكل أيضاً بما أوذي به الأنبياء من القتل كما في قصة زكريا وولده يحيى، وأجيب بأن المراد هنا غير إزهاق الروح، وقال بعضهم‏:‏ البلاء تابع لكثرة الأتباع وهو أكثر الأنبياء اتباعاً وغيره من الأنبياء وإن ابتلي بأنواع من البلاء لكن ما أوذي به أكثر لأنه كما أكمل له الدين أكمل له الابتلاء لإرساله إلى الكافة لكن لما كان مقامه في العلو يسمو على مقام غيره لم يظهر على ذاته كبير أمر، فمعنى قوله ما أوذي إلخ أن دعوته عامة فاجتمع عليه الاهتمام ببلاء جميع أمته فكمل له مقام الابتلاء كما كمل له الدين فبكل بلاء تفرق في الأمم اجتمع له وابتلي به، وقال الخواص‏:‏ كان المصطفى صلى اللّه عليه وسلم كلما سمع ما جرى لنبي من الأنبياء من الأذى والبلاء يتصف به ويجده في نفسه كلما وجده ذلك النبي صلى اللّه عليه وسلم غيرة على الدين‏.‏

- ‏(‏حل عن أنس‏)‏ بن مالك قال السخاوي‏:‏ وأصله في البخاري‏.‏

7854 - ‏(‏ما بر أباه من شد إليه الطرف بالغضب‏)‏ وما بعد البر إلا العقوق فهو إشارة إلى أن العقوق كما يكون بالقول والفعل يكون بمجرد اللحظ المشعر بالغضب، وقد ذم اللّه العقوق في كتابه وجاء من السنة فيه ما لا يكاد يحصى وأقبح بخصلة هي علامة على سوء الخاتمة إن لم يتدارك اللّه العبد بلطفه وعفوه، ومن ثم كان من أعظم الكبائر وإذا كانت ‏[‏ص 432‏]‏ نظرة الغضب عقوقاً للأب فللأم أولى لأنها مقدمة عليه في البر والملاطفة‏.‏

- ‏(‏طس وابن مردويه‏)‏ في تفسيره ‏(‏عن عائشة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه صالح بن موسى وهو متروك‏.‏

7855 - ‏(‏ما بعث اللّه نبياً إلا عاش نصف ما عاش النبي‏)‏ صلى اللّه عليه وسلم ‏(‏الذي كان قبله‏)‏ زاد الطبراني في روايته وأخبرني جبريل أن عيسى ابن مريم عاش عشرين ومئة سنة ولا أراني إلا ذاهباً على رأس الستين قال الذهبي كابن عساكر في تاريخه‏:‏ والصحيح أن عيسى لم يبلغ هذا العمر وإنما أراد مدة مقامه في أمته فإن سفيان بن عيينة روى عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة دعا النبي صلى اللّه عليه وسلم فاطمة في مرضه فسارها فقال‏:‏ إن اللّه لم يبعث نبياً إلا وقد عمر نصف عمر الذي قبله وعيسى لبث في بني إسرائيل أربعين سنة وهذه توفي لي عشرين اهـ وقال ابن حجر في المطالب‏:‏ ما رواه ابن سعد من أن عيسى عمر أربعين أراد به مدة النبوة‏.‏

- ‏(‏حل عن زيد بن أرقم‏)‏ وفيه عبيد بن إسحاق قال الذهبي‏:‏ ضعفوه ورضيه أبو حاتم وفيه كامل فإن كان الجحدري فقد قال أبو داود‏:‏ رميت بحديثه أو السعدي فخرجه ابن حبان‏.‏

7856 - ‏(‏ما بلغ أن تؤدى زكاته فزكى فليس بكنز‏)‏ أي وما بلغ أن تؤدى زكاته فلم يزك فهو كنز فيدخل صاحبه في ذلك الوعيد العظيم ‏{‏والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل اللّه فبشرهم بعذاب أليم‏}‏‏.‏

- ‏(‏د عن أم سلمة‏)‏ قالت‏:‏ كنت ألبس أوضاحاً وهي نوع من الحلي من ذهب فقلت‏:‏ يا رسول اللّه أكنز هو‏؟‏ فذكره رمز لحسنه قال ابن عبد البر‏:‏ في سنده مقال، قال الزين العراقي في شرح الترمذي‏:‏ إسناده جيد رجاله رجال البخاري اهـ‏.‏ وفيه ثابت بن عجلان خرج له البخاري وقال عبد الحق‏:‏ لا يحتج به واعترضه ابن القطان بما رده عليه الذهبي وقال ابن عدي والعقيلي‏:‏ لا يتابع في حديثه فمما أنكر عليه هذا الحديث وساقه بتمامه‏.‏ وقد أحسن المصنف حيث اقتصر على تحسينه قال ابن القطان‏:‏ وللحديث إسناد إلى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده صحيح‏.‏

7857 - ‏(‏ما بين السرة والركبة عورة‏)‏ فيشترط لصحة الصلاة ستره ولو في خلوة، وفيه أن حد عورة الرجل ولو قناً من السرة إلى الركبة وكذا الأمة والمبعضة أما عورة الحرة فما سوى الوجه والكفين لخبر أبي داود وغيره الآتي لا يقبل اللّه صلاة حائض أي من بلغت سن الحيض إلا بخمار، هذا مذهب الشافعي والجمهور وقال داود‏:‏ العورة القبل والدبر فقط‏.‏

- ‏(‏ك عن عبد اللّه بن جعفر‏)‏ ورواه عنه أيضاً الطبراني قال الهيثمي‏:‏ وفيه أصرم بن حوشب وهو ضعيف‏.‏

7858 - ‏(‏ما بين المشرق والمغرب قبلة‏)‏ أي ما بين مشرق الشمس في الشتاء وهو مطلع قلب العقرب ومغرب الشمس في الصيف وهو مغرب السماك الرامح قبله ذكره القاضي، وقال المظهر‏:‏ أراد قبلة المدينة فإنها واقعة بين المشرق والمغرب وهي إلى الطرف الغربي أميل فيجعلون المغرب عن يمينهم والمشرق عن يسارهم ولأهل اليمن من السعة في قبلتهم كما لأهل المدينة لكنهم يجعلون المشرق عن يمينهم والمغرب عن يسارهم وقيل أراد من اشتبه عليه القبلة فإلى أي جهة صلى أجزأ وقيل أراد التنقل على الدابة في السفر‏.‏

- ‏(‏ت ه ك‏)‏ في الصلاة ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ ثم قال الترمذي‏:‏ حسن صحيح وقال الحاكم‏:‏ على شرطهما وأقره الذهبي وقال النسائي‏:‏ منكر وأقره عليه الحافظ العراقي ثم إن ما تقرر من أن سياق الحديث هكذا هو ما ذكره المصنف هو ما في نسخ الكتاب والذي وقفت عليه في الفردوس معزواً للترمذي بزيادة لأهل المشرق فليحرر‏.‏

7859 - ‏(‏ما بين النفختين‏)‏ نفخة الصور ونفخة الصعق ‏(‏أربعون‏)‏ لم يبين راويه أهي أربعون يوماً أو شهراً أو سنة‏؟‏ وقال حين ‏[‏ص 433‏]‏ سئل‏:‏ لا أعلمه، ووقع لولي اللّه النووي في مسلم أربعين سنة قال ابن حجر‏:‏ وليس كذلك ‏(‏ثم ينزل اللّه من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل‏)‏ من الأرض ‏(‏وليس من الإنسان‏)‏ غير النبي والشهيد ‏(‏شيء إلا يبلى‏)‏ بفتح أوله أي يفنى بمعنى تعدم أجزاؤه بالكلية أو المراد يستحيل فتزول صورته المعهودة ويصير بصفة التراب ثم يعاد إذا ركب إلى ما عهد ‏(‏إلا عظم واحد وهو عجب‏)‏ بفتح فسكون ويقال عجم بالميم ‏(‏الذنب‏)‏ بالتحريك عظم لطيف كحبة خردل عند رأس العصعص مكان رأس الذنب من ذوات الأربع وزعم المزني أنه يبلى يرده قوله ‏(‏ومنه يركب الخلق يوم القيامة‏)‏ قال ابن عقيل‏:‏ فيه سر لا يعلمه إلا هو إذ من يظهر الوجود من العدم لا يحتاج لشيء يبني عليه ويحتمل أنه جعل علامة للملائكة على إحياء كل إنسان بجوهره‏.‏

- ‏(‏ق عن أبي هريرة‏)‏ ورواه عنه النسائي أيضاً‏.‏

7860 - ‏(‏ما بين بيتي‏)‏ يعني قبري لأن قبره في بيته ‏(‏ومنبري روضة‏)‏ أي كروضة ‏(‏من رياض الجنة‏)‏ في تنزل الرحمة أو إيصال التعبد فيها إليها أو منقول منها كالحجر الأسود أو ينقل إليها كالجذع الذي حن إليه فهو تشبيه بليغ أو مجازاً أو حقيقة وأصل الروضة أرض ذات مياه وأشجار وأزهار وقيل بستان في غاية النضارة وما بين منبره وبيته الذي هو قبره الآن ثلاثة وخمسون ذراعاً وتمسك به من فضل المدينة على مكة لكون بلك البقعة من الجنة وفي الخبر لقاب قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها وتعقب بأن الفضل لتلك البقعة خاصة وادعاء أن ما يقربها أفضل يلزمه أن الجحفة أفضل من مكة والملازم باطل وللحديث تتمة لم يذكرها المصنف وهي قوله ومنبري على حوضي كذا هو ثابت في رواية مسلم وغيره، وقال المؤلف‏:‏ الأصح أن المراد منبره الذي كان في الدنيا بعينه وقيل له هناك منبر وقيل معناه أن قصد منبره والحضور عنده لعمل صالح يورد صاحبه الحوض ويقتضي شربه منه وقال الطيبي‏:‏ لما شبه المسافة التي بين البيت والمنبر بروضة الجنة لكونها محل الطاعة والذكر ومواضع السجود والفكر أتى بقوله ومنبري على حوضي إيذاناً بأن استمداده من البحر الزاخر النبوي ومكانه المنبر الموضوع على الكوثر يفيض منه العلم الإلهي فجعل فيضان العلم اللدني من المنبر إلى الروضة‏.‏

- ‏(‏حم ق ن عن عبد اللّه بن زيد المازني‏)‏ قال الذهبي‏:‏ له صحبة ‏(‏ت عن علي‏)‏ أمير المؤمنين ‏(‏وأبي هريرة‏)‏ قال المصنف‏:‏ هذا حديث متواتر‏.‏

7861 - ‏(‏ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة‏)‏ أي لا يوجد في هذه المدة المديدة ‏(‏أمر أكبر‏)‏ أي مخلوق أعظم شوكة ‏(‏من الدجال‏)‏ لأن تلبيسه عظيم وتمويهه وفتنته كقطع الليل البهيم تدع اللبيب حيراناً والصاحي الفطن سكراناً لكن ما يظهر من فتنته ليس له حقيقة بل تخييل منه وشعبذة كما يفعله السحرة والمتشعبذون‏.‏

قال ابن عربي‏:‏ الدجال يظهر في دعواه الألوهية وما يخيله من الأمور الخارقة للعادة من إحياء الموتى وغيره جعل ذلك آيات له على صدق دعواه وذلك في غاية الإشكال لأنه يقدح فيما قرره أهل الكلام في العلم بالنبوات فبطل بهذه الفتنة كل دليل قرروه وأي فتنة أعظم من فتنة تقدح ظاهراً في الدليل الذي أوجب السعادة للعباد‏؟‏ فاللّه يجعلنا من أهل الكشف والوجود ويجمع لنا بين طرفي المعقول والمشهود اهـ‏.‏

- ‏(‏حم م‏)‏ في الفتن من حديث أبي قتادة ‏(‏عن هشام بن عامر‏)‏ بن أمية الأنصاري البخاري نزل البصرة واستشهد أبوه بأحد ولم يخرجه البخاري قال أبو قتادة‏:‏ كنا نمر على هشام بن عامر نأتي عمران بن حصين ‏[‏ص 434‏]‏ فقال ذات يوم‏:‏ إنكم لتجاوزوني إلى رجال ما كانوا بأحضر لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مني ولا أعلم بحديثه مني سمعته يقول فذكره‏.‏

7862 - ‏(‏ما بين لابتي المدينة‏)‏ النبوية ‏(‏حرام‏)‏ أي لا ينفر صيدها ولا يقطع شجرها أي الذي لا يستنبته الآدمي واللوبة واللابة الحرة وهي أرض ذات أحجار سود كأنها محرقة بنار وجمعها لاب ولوب والإبل إذا اجتمعت فكانت سوداء سميت لابة من اللوبان وهي شدة الحر كما أن الحرة من الحر، ذكره الزمخشري، وأراد بهما هنا حرتان يكتنفان عضاهها‏.‏

- ‏(‏ق ت عن أبي هريرة‏)‏ قال الديلمي‏:‏ وفي الباب أنس‏.‏

7863 - ‏(‏ما بين مصراعين من مصاريع الجنة‏)‏ أي شطر باب من أبوابها ففي المصباح المصراع من الباب الشطر ‏(‏مسيرة أربعين عاماً وليأتين عليه يوم وإنه لكظيظ‏)‏ أي امتلاء وزحام وفي النهاية الكظيظ الزحام ثم إن ما تقرر في هذا الخبر يعارضه خبر أبي هريرة المتفق عليه أن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر وفي لفظ كما بين مكة وبصري وبين الخبر كما ترى بون عظيم إلا أن البعض حاول التوفيق بأن المذكور في هذا الخبر أوسع الأبواب وهو الباب الأعظم وما عداه هو المراد في خبر أبي هريرة وبأن الجنان درجات بعضها فوق بعض فأبوابها كذلك فباب الجنة العالية فوق باب الجنة التي تحتها وكلما علت الجنة اتسعت فعاليها أوسع مما دونه وسعة الباب بحسب وسع الجنة فاختلاف الأخبار لاختلاف الأبواب‏.‏

- ‏(‏حم‏)‏ من حديث حكيم بن معاوية ‏(‏عن‏)‏ أبيه ‏(‏معاوية بن حيدة‏)‏ رمز المصنف لحسنه وفيه ما فيه فقد حكم جمع من الحفاظ بضعفه قال ابن القيم وغيره‏:‏ اضطربت رواته فحماد بن سلمة ذكر عن الجريري التقدير بأربعين يوماً وخالد ذكر عنه التقدير بسبع سنين وخبر أبي سعيد المرفوع في التقدير بأربعين عاماً على طريقة دراج عن أبي الهيثم وقد سبق ضعفه فالصحيح المرفوع السالم عن الاضطراب والعلة حديث أبي هريرة المتفق عليه على أن حديث معاوية ليس التقدير فيه بظاهر الرفع ويحتمل أنه مدرج في الحديث أو موقوف، إلى هنا كلامه‏.‏ وبه يعرف أنه لا تعارض بينه وبين خبر أبي هريرة لما ذكروه من أن التعارض إنما يكون بين خبرين اتفقا صحة وغيرها‏.‏

7864 - ‏(‏ما بين منكبي الكافر‏)‏ بكسر الكاف تثنية منكب وهو مجتمع العضد والكتف ‏(‏في النار‏)‏ نار جهنم ‏(‏مسيرة ثلاثة أيام‏)‏ في رواية خمسة ‏(‏للراكب المسرع‏)‏ في السير، عظم خلقه فيها ليعظم عذابه ويضاعف ألمه فتمتلئ النار منهم وفي رواية لأحمد يعظم أهل النار في النار حتى أن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبع مئة عام وللبيهقي مسيرة سبعين خريفاً ولابن المبارك ضرس الكافر يوم القيامة أعظم من أحد ولمسلم غلظ جلده مسيرة ثلاثة أيام وللبزار كثافة جلده اثنان وأربعون ذراعاً بذراع الجبار قال البيهقي‏:‏ أراد التهويل أي بلفظ الجبار ويحتمل إرادة جبار من الجبابرة‏.‏

- ‏(‏ق‏)‏ في صفة النار ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

7865 - ‏(‏ما تجالس قوم مجلساً فلم ينصت بعضهم لبعض إلا نزع اللّه من ذلك المجلس البركة‏)‏ قال الغزالي‏:‏ فيندب للجليس أن يصمت عند كلام صاحبه حتى يفرغ من خطابه ويترك المداخلة في كلامه، وفيه ذم ما يفعله غوغاء الطلبة في الدروس ‏[‏ص 435‏]‏ الآن‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن‏)‏ أبي حمزة ‏(‏محمد بن كعب‏)‏ بن سليم ‏(‏القرظي‏)‏ المدني ‏(‏مرسلاً‏)‏ هو تابعي كبير قال قتيبة‏:‏ بلغني أنه ولد في حياة النبي صلى اللّه عليه وسلم‏.‏

7866 - ‏(‏ما تجرع عبد جرعة‏)‏ التجرع شرب في عجلة ‏(‏أفضل عند اللّه من جرعة غيظ كظمها ابتغاء وجه اللّه‏)‏ في الأساس‏:‏ كظم القربة ملأها وسد رأسها والباب سده، ومن المجاز كظم الغيظ وعلى الغيظ قال الطيبي‏:‏ يريد أنه استعارة من كظم القربة وقوله من جرعة غيظ استعارة أخرى كالترشيح لها‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب رمز المصنف لحسنه وفيه عاصم بن علي شيخ البخاري أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ قال يحيى‏:‏ لا شيء عن أبيه علي بن عاصم، قال النسائي‏:‏ متروك وضعفه جمع ويونس بن عبيد مجهول‏.‏

7867 - ‏(‏ما تحاب اثنان‏)‏ لفظ رواية الحاكم رجلان ‏(‏في اللّه تعالى إلا كان أفضلهما‏)‏ أي أعظمهما قدراً وأرفعهما منزلة عند اللّه تعالى ‏(‏أشدهما حباً لصاحبه‏)‏ أي في اللّه تعالى لا لغرض دنيوي وتأكد المحبة من الحقوق التي يوجبها عقد الصحبة والضابط فيه أن يعامله بما يحب أن يعامل به فمن لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه فأخوته نفاق وهو عليه في الدنيا والآخرة وبال، ذكره الغزالي‏.‏

- ‏(‏خد حب ك‏)‏ في البر والصلة ‏(‏عن أنس‏)‏ قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي ورواه عنه أيضاً البيهقي والطبراني وأبو يعلى والبزار قال الهيثمي كالمنذري‏:‏ ورجال الأخيرين رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة ووثقه جمع على ضعف فيه‏.‏

7868 - ‏(‏ما تحاب رجلان في اللّه تعالى إلا وضع اللّه لهما كرسياً‏)‏ يوم القيامة في الموقف ‏(‏فأجلسا عليه حتى يفرغ اللّه من الحساب‏)‏ مكافأة لهما على تحاببهما في اللّه‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي عبيدة‏)‏ بن الجراح ‏(‏ومعاذ‏)‏ بن جبل قال الهيثمي‏:‏ فيه داود الأعمى وهو كذاب اهـ فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب‏.‏

7869 - ‏(‏ما ترفع إبل الحاج رجلاً ولا تضع يداً‏)‏ حال سيرها بالناس إلى الحج ‏(‏إلا كتب اللّه تعالى‏)‏ أي أمر أو قدر ‏(‏له بها حسنة ومحا عنه سيئة أو رفعه بها درجة‏)‏ أي إن لم يكن عليه سيئة‏.‏

- ‏(‏هب عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب وفيه من لم أعرفه‏.‏

7870 - ‏(‏ما ترك عبد اللّه أمراً‏)‏ أي امتثالاً لأمره وابتغاء لرضاه ‏(‏لا يتركه إلا للّه‏)‏ أي لمحض الامتثال بغير مشاركة غرض من الأغراض معه ‏(‏إلا عوضه اللّه منه ما هو خير له منه في دينه ودنياه‏)‏‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه من حديث الزهري عن سالم ‏(‏عن‏)‏ أبيه عبد اللّه ‏(‏ابن عمر‏)‏ بن الخطاب ورواه عنه أيضاً باللفظ المذكور أبو نعيم في الحلية وقال‏:‏ غريب ‏[‏ص 436‏]‏ لم نكتبه إلا من هذا الوجه قال السخاوي‏:‏ لكن له شواهد لكن ذكر المصنف في الدرر أن ابن عساكر إنما خرجه عنه موقوفاً عليه فإطلاقه العزو إليه المصرح بأنه مرفوع غير جيد‏.‏

7871 - ‏(‏ما تركت‏)‏ في رواية ما أدع ‏(‏بعدي فتنة أضر‏)‏ وفي رواية لمسلم هي أضر ‏(‏على الرجال من النساء‏)‏ لأن المرأة لا تأمر زوجها إلا بشر ولا تحثه إلا على شر وأقل فسادها أن ترغبه في الدنيا ليتهالك فيها وأي فساد أضر من هذا مع ما هنالك من مظنة الميل بالعشق وغير ذلك من فتن وبلايا ومحن يضيق عنها نطاق الحصر، قال الحبر رضي اللّه عنه‏:‏ لم يكفر من كفر ممن مضى إلا من قبل النساء وكفر من بقي من قبل النساء، وأرسل بعض الخلفاء إلى الفقهاء بجوائز فقبلوها وردها الفضيل فقالت له امرأته‏:‏ ترد عشرة آلاف وما عندنا قوت يومنا‏؟‏ فقال‏:‏ مثلي ومثلكم كقوم لهم بقرة يحرثون عليها فلما هرمت ذبحوها وكذا أنتم أردتم ذبحي على كبر سني موتوا جوعاً قبل أن تذبحوا فضيلاً، وكان سعيد بن المسيب يقول وقد أتت عليه ثمانون سنة منها خمسون يصلي فيها الصبح بوضوء العشاء وهو قائم على قدميه يصلي‏:‏ ما شيء أخوف عندي عليَّ من النساء، وقيل‏:‏ إن إبليس لما خلقت المرأة قال‏:‏ أنت نصف جندي وأنت موضع سري وأنت سهمي الذي أرمي بك فلا أخطئ أبداً، وقال في الحديث بعدي لأن كونهن فتنة صار بعده أظهر وأشهر وأضر، قال في المطامح‏:‏ فيه أنه يحدث بعده فتن كثيرة فهو من معجزاته لأنه إخبار عن غيب وقد وقع‏.‏

- ‏(‏حم ق ت ن ه عن أسامة‏)‏‏.‏

7872 - ‏(‏ما ترون مما تكرهون فذلك ما تجزون يؤخر الخير لأهله في الآخرة‏)‏ لأن من حوسب بعمله عاجلاً في الدنيا خف جزاؤه عليه حتى يكفر عنه بالشوكة يشاكها حتى بالقلم يسقط من يد الكاتب فيكفر عن المؤمن بكل ما يلحقه في دنياه حتى يموت على طهارة من ذنوبه وفراغ من حسابه‏.‏

- ‏(‏ك عن أبي أسماء الرحبي‏)‏ بفتح الراء وسكون المهملة وآخره موحدة تحتية نسبة إلى الرحبة بليدة على الفرات يقال لها رحبة مالك بن طوق ‏(‏مرسلاً‏)‏ واسمه عمرو بن مرثد الدمشقي وقيل‏:‏ عبد اللّه، ثقة من الطبقة الثالثة‏.‏

7873 - ‏(‏ما تستقل الشمس‏)‏ أي ترتفع وتتعالى يقال أقل الشيء يقل واستقله يستقله إذا رفعه وحمله ‏(‏فيبقى شيء من خلق اللّه إلا سبح اللّه بحمده‏)‏ أي يقول سبحان اللّه وبحمده ‏(‏إلا ما كان من الشياطين وأغبياء بني آدم‏)‏ أي قليلي الفطنة منهم جمع غبي وأغبياء، والغبي القليل الفطنة‏.‏

- ‏(‏ابن السني حل عن عمرو بن عبسة‏)‏ وبقية بن الوليد وقد سبق وصفوان ابن عمران قال أبو حاتم‏:‏ ليس بقوي‏.‏

7874 - ‏(‏ما تشهد الملائكة‏)‏ أي تحضر ملائكة الرحمة والبركة ‏(‏من لهوكم‏)‏ أي لعبكم ‏(‏إلا الرهان والنضال‏)‏ والرهان بالكسر كسهام تراهن القوم بأن يخرج كل واحد شيئاً ويجعله رهناً ليفوز بالكل إذا غلب وذلك في المسابقة، والنضال كسهام أيضاً الرمي، وتناضل القوم تراموا بالسهام‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب‏.‏

‏[‏ص 437‏]‏ 7875 - ‏(‏ما تصدق الناس بصدقة أفضل من علم ينشر‏)‏ وفي رواية بدل أفضل‏:‏ مثل علم‏.‏

- ‏(‏طب عن سمرة‏)‏ بن جندب قال المنذري‏:‏ ضعيف وقال الهيثمي‏:‏ فيه عون بن عمارة وهو ضعيف وأقول‏:‏ فيه إبراهيم بن مسلم قال الذهبي‏:‏ قال ابن عدي‏:‏ منكر الحديث‏.‏

7876 - ‏(‏ما تغبرت‏)‏ بغين فموحدة مشددة ‏(‏الأقدام في شيء‏)‏ أي ما علاها الغبار ‏(‏أحب إلى اللّه من رقع‏)‏ بفتح الراء المهملة وسكون القاف ‏(‏صف‏)‏ أي ما اغبرت القدم في سعي أحب إلى اللّه من اغبرارها في السعي إلى سد الفرج الواقعة في الصف فكأنه رقعه كما يرقع الثوب المقطوع‏.‏

- ‏(‏ص عن ابن سابط‏)‏ واسمه عبد الرحمن ‏(‏مرسلاً‏)‏‏.‏

7877 - ‏(‏ما تقرب العبد‏)‏ وفي رواية العباد ‏(‏إلى اللّه بشيء أفضل من سجود خفي‏)‏ أي من صلاة نفل في بيته حيث لا يراه الناس وفي الطبراني عن جابر كان شاب يخدم الصطفى صلى اللّه عليه وسلم ويخف في حوائجه فقال‏:‏ سلني حاجتك فقال‏:‏ ادع لي بالجنة فرفع رأسه فتنفس فقال‏:‏ نعم ولكن أعني على نفسك بكثرة السجود، قال العراقي‏:‏ وليس المراد هنا السجود المنفصل عن الصلاة كالتلاوة والشكر فإنه إنما يشرع لعارض وإنما المراد سجود الصلاة، وهذا يفيد أن عمل السر أفضل من عمل العلانية ومن ثم فضل قوم طريق الملامتية على غيرها من طرق التصوف وهو تعمير الباطن فيما بين العبد وبين اللّه قال في العوارف‏:‏ الملامتية قوم صالحون يعمرون الباطن ولا يظهرون في الظاهر خيراً ولا شراً، ويقال لهم النخشبندية ومن أصلح سريرته أصلح اللّه علانيته قال الفاكهي‏:‏ ومن تعمير الباطن اشتغاله بالذكر سراً سيما في المجامع وبه يرقى إلى مقام الجمع وفي لزوم كلمة الشهادة تأثير في نفي الأغيار وتزكية الأسرار وفي كلمة الجلالة عروج إلى مراتب الجلالة ومن لازم ذلك صار من أهل الغيب والشهادة وآل أمره إلى أن تصير كل جارحة منه تذكر اللّه يقظة ومناماً، قال العارف المرسي‏:‏ من أراد الظهور فهو عبد الظهور ومن أراد الخفاء فهو عبد الخفاء وعبد اللّه سواء عليه أظهره أم أخفاه وقيل‏:‏ لا يكون العبد مخلصاً حتى يحذر من اطلاع الخلق على طاعته كما يخاف أن يطلعوا على معصيته إلى أن يتحقق بحقيقة الإخلاص لمولاه ويقهر نفسه بمجاهدة هواه‏.‏

- ‏(‏ابن المبارك‏)‏ في الزهد من رواية أبي بكر بن أبي مريم ‏(‏عن ضمرة بن حبيب‏)‏ بن صهيب ‏(‏مرسلاً‏)‏ قال الحافظ الزين العراقي‏:‏ وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف وقد وهم الديلمي في مسند الفردوس في جعل هذا من حديث صهيب وإنما هو ضمرة بن حبيب بن صهيب وهو وهم فاحش قال‏:‏ وقد رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق عن ابن أبي مريم عن ضمرة مرسلاً وهو الصواب اهـ وقال في موضع آخر‏:‏ هذا حديث لا يصح‏.‏

7878 - ‏(‏ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بحبس الزكاة‏)‏ زاد الطبراني في الدعاء من حديث عبادة فحوزوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة وادفعوا طوارق البلايا بالدعاء فإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، ما نزل يكشفه وما لم ينزل يحبسه‏.‏

- ‏(‏طس عن عمر‏)‏ بن الخطاب قال الهيثمي‏:‏ فيه عمرو بن هارون وهو ضعيف‏.‏

7879 - ‏(‏ما تواد‏)‏ بالتشديد ‏(‏اثنان في اللّه فيفرق بينهما إلا بذنب يحدث أحدهما‏)‏ فيكون التفريق عقوبة لذلك الذنب ولهذا ‏[‏ص 438‏]‏ قال موسى الكاظم‏:‏ إذا تغير صاحبك عليك فاعلم أن ذلك من ذنب أحدثته فتب إلى اللّه من كل ذنب يستقيم لك وده وقال المزني‏:‏ إذا وجدت من إخوانك جفاء فتب إلى اللّه فإنك أحدثت ذنباً وإذا وجدت منهم زيادة ود فذلك لطاعة أحدثتها فاشكر اللّه تعالى‏.‏

- ‏(‏خد عن أنس‏)‏ رمز لحسنه ورواه أحمد أيضاً باللفظ المذكور قال الهيثمي‏:‏ وسنده جيد ورواه من طريق آخر بزيادة فقال‏:‏ ما تواد رجلان في اللّه تبارك وتعالى فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما والمحدث شر قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح غير علي بن يزيد وقد وثق وفيه ضعف‏.‏

7880 - ‏(‏ما توطن‏)‏ بمثناة فوقية أوله قال مغلطاي‏:‏ وفي رواية ابن أبي شيبة ما يوطي بمثناة تحتية أوله وبآخره ‏(‏رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش اللّه له‏)‏ أي فرح به وأقبل عليه بمعنى أنه يتلقاه ببره وإكرامه وإنعامه ‏(‏من حين يخرج من بيته‏)‏ يعني من محله كمبيت أو خلوة أو نحوهما ‏(‏كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم‏)‏ قال الزمخشري‏:‏ التتبشبش بالإنسان المسرة به والإقبال عليه وهو من معنى البشاشة لا من لفظها عند صحبنا البصريين وهذا مثل لارتضاء اللّه فعله ووقوعه الموقع الجميل عنده ويخرج في محل جر بإضافة حين إليه والأوقات تضاف للجمل ومن لابتداء الغاية والمعنى أن التبشبش يبتدئ من وقت خروجه من بيته إلى أن يدخل المسجد فترك ذكر الانتهاء لأنه مفهوم ونظيره شمت البرق من خلل السحاب ولا يجوز فتح حين كما في قوله‏:‏ ‏"‏على حين عاتبت المشيب على الصبا‏"‏ لأنه مضاف لمعرب وذاك إلى مبني اهـ‏.‏

- ‏(‏ه ك عن أبي هريرة‏)‏ قال الحاكم‏:‏ صحيح على شرطهما وصححه الأشبيلي وغيره أيضاً‏.‏

7881 - ‏(‏ما ثقل ميزان عبد كدابة تنفق له في سبيل اللّه‏)‏ أي تموت ‏(‏أو يحمل عليها في سبيل اللّه‏)‏ قال الحليمي‏:‏ هذا على إلحاق الشيء المفضل بالأعمال الفاضلة وعلى أنه أفضل من ذا لا من كل شيء ومعلوم أن الصلاة أعلى منه‏.‏

- ‏(‏طب عن معاذ‏)‏ ابن جبل وفيه سعيد بن سليمان وفيه ضعف وعبد الحميد بن بهرام قال الذهبي‏:‏ وثقه ابن معين وقال أبو حاتم‏:‏ لا يحتج به وشهر بن حوشب قال ابن عدي‏:‏ لا يحتج به‏.‏

7882 - ‏(‏ما جاءني جبريل إلا أمرني بهاتين الدعوتين‏)‏ أي أن أدعو اللّه بهما وهما ‏(‏اللّهم ارزقني طيباً واستعملني صالحاً‏)‏ لأن ذلك عيش أهل الجنان رزقهم طيب وأعمالهم صالحة لا فساد فيها فالرزق الطيب هو الحلال مع القبول منه فإذا استعمله فقد فاز فإن العباد منهم من وضع العمل بين يديه فقيل له اعمل هذا ودع هذا ومنهم من جاوز هذه الخطة فطهر قلبه وأركانه فاستعمله ربه في الشريعة مصلحاً لها قائماً عليها لما علم أن صلاحه في ذلك، والأول بين له الشريعة ثم قال له‏:‏ سر فيها مستقيماً وخذ الحق وتجنب الباطل فكثيراً ما يقع في التخليط بخلاف الثاني‏.‏

- ‏(‏الحكيم‏)‏ الترمذي ‏(‏عن حنظلة‏)‏ حنظلة في الصحب والتابعين كثير فكان ينبغي تمييزه‏.‏

7883 - ‏(‏ما جاءني جبريل قط إلا أمرني بالسواك‏)‏ أمر ندب ‏(‏حتى لقد خشيت أن أحفى مقدم فمي‏)‏ هذا خرج مخرج الزجر عن تركه والتهاون به، قال ابن القيم‏:‏ ينبغي القصد في استعماله فإن المبالغة ربما تذهب طلاوة الأسنان وصفاءها وتركه ‏[‏ص 439‏]‏ يعدها لقبول الأبخرة المتصاعدة من المعدة والأوساخ‏.‏

- ‏(‏حم طب عن أبي أمامة‏)‏ رمز المصنف لصحته‏.‏

7884 - ‏(‏ما جلس قوم يذكرون اللّه تعالى إلا ناداهم مناد من السماء قوموا مغفوراً لكم‏)‏ أي إذا انتهى المجلس وقمتم قمتم والحال أنكم مغفوراً لكم أي الصغائر وليس المراد الأمر بترك الذكر والقيام‏.‏

- ‏(‏حم والضياء‏)‏ المقدسي ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك‏.‏

7885 - ‏(‏ما جلس قوم يذكرون اللّه تعلى فيقومون حتى يقال لهم قوموا قد غفر اللّه لكم ذنوبكم وبدلت سيئاتكم حسنات‏)‏ أي إذا كان مع ذلك توبة صحيحة‏.‏

- ‏(‏طب والضياء‏)‏ المقدسي ‏(‏عن سهل بن حنظلة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه المتوكل بن عبد الرحمن والد محمد السري ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات‏.‏

7886 - ‏(‏ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا اللّه فيه ولم يصلوا‏)‏ فيه ‏(‏على نبيهم إلا كان عليهم ترة‏)‏ بمثناة فوقية وراء مهملة مفتوحتين أي تبعة كذا ضبطه بعضهم، وقال في الرياض‏:‏ بكسر المثناة فوق وهي النقص وقيل التبعة ‏(‏فإن شاء عذبهم‏)‏ بذنوبهم ‏(‏وإن شاء غفر لهم‏)‏ فيتأكد ذكر اللّه والصلاة على رسوله عند إرادة القيام من المجلس وتحصل السنة في الذكر والصلاة بأي لفظ كان لكن الأكمل في الذكر سبحانك اللّهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وفي الصلاة على النبي صلى اللّه عليه وسلم ما في آخر التشهد‏.‏

- ‏(‏ت عن أبي هريرة وأبي سعيد‏)‏ الخدري قال الترمذي‏:‏ حسن اهـ‏.‏ وفيه صالح مولى التوءمة وسبق الكلام فيه‏.‏

7887 - ‏(‏ما جمع شيء إلى شيء أفضل‏)‏ في رواية أحسن ‏(‏من علم إلى حلم‏)‏ قالوا‏:‏ وذا من جوامع الكلم‏.‏

- ‏(‏طس عن علي‏)‏ أمير المؤمنين قال الهيثمي‏:‏ هو من رواية حفص بن بشر عن حسن بن الحسين بن يزيد العلوي عن أبيه ولم أر أحداً ذكر أحداً منهم ورواه العسكري في الأمثال وزاد وأفضل الإيمان التحبب إلى الناس‏.‏

7888 - ‏(‏ما حاك‏)‏ أي ما تردد من حاك يحيك إذا تردد ‏(‏في صدرك‏)‏ يعني قلبك الذي في صدرك ‏(‏فدعه‏)‏ أي اتركه لأن نفس المؤمن يعني الكامل ترتاب من الإثم والكذب فتردده في شيء أمارة كونه حراماً قال جمع‏:‏ وذا من جوامع الكلم‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي أمامة‏)‏ قال‏:‏ قال رجل‏:‏ ما الإثم‏؟‏ فذكره، رمز المصنف لحسنه وهو قصور أو تقصير فقد قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح‏.‏

7889 - ‏(‏ما حبست الشمس على بشر قط إلا على يوشع‏)‏ يقال بالشين وبالسين ‏(‏ابن نون‏)‏ مجرور بالإضافة منصرف على ‏[‏ص 440‏]‏ الأفصح وإن كان أعجمياً لسكون وسطه كنوح ولوط ‏(‏ليالي سار إلى بيت المقدس‏)‏ قيل‏:‏ في هذا الحبس إنها رجعت على أبراجها وقيل‏:‏ وقفت فلم ترد وقيل‏:‏ هو بطوء حركتها قال بعض شراح مسلم‏:‏ والشمس أحد الكواكب السيارة وحركتها مترتبة على حركة الفلك بها فحبسها المذكور على التفاسير المذكورة إنما هو لحبس الفلك لا لحبسها في نفسها، ثم إن هذا لا يعارضه خبر رد الشمس على علي لأن هذا في خبر صحيح وخبر علي قال ابن الجوزي‏:‏ موضوع لاضطراب رواته لكن انتصر المصنف لتصحيحه وعمدته نقله عن عياض في الشفاء وقد أقاموا عليه القيامة وذكر عظماء شراحه أنه غير صحيح نقلاً ومعنى وتعجبوا منه مع جلالة قدره في سكوته عليه وابن تيمية له تآليف في الرد على الرافضة ذكر فيه الخبر بطرقه ورجاله وحكم بوضعه وعلى التنزل وفرض صحة الخبرين فلا معارضة لأن خبر يوشع في حبسها قبل الغروب وخبر علي في ردها بعده أو أن إخباره بأنها لم تحبس إلا ليوشع قبل ردها على علي، ثم رأيت الحافظ قد أوضح تقرير هذه القصة فقال‏:‏ أخرج الخطيب في كتاب ذم النجوم عن علي كرم اللّه وجه قال‏:‏ سأل قوم يوشع أن يطلعهم على بدء الخلق وآجالهم فأراهم ذلك في ماء من غمامة أمطرها اللّه عليهم فكان أحدهم يعلم متى يموت فبقوا على ذلك إلى أن قاتلهم داود على الكفر فأخرجوا إلى داود من لم يحضر أجله فكان يقتل من أصحاب داود ولا يقتل منهم فشكى إلى اللّه ودعاه فحبست عليهم الشمس فزيد في النهار فاختلطت الزيادة بالليل والنهار فاختلط عليهم حسابهم اهـ‏.‏ قال ابن حجر‏:‏ إسناده ضعيف جداً وحديث أحمد الآتي رجاله محتج بهم في الصحيح فالمعتمد أنها لم تحبس إلا ليوشع وقد اشتهر حبس الشمس ليوشع حتى قال أبو تمام‏:‏

فواللّه لا أدري أأحلام نائم * ألمت بنا أم كان في الركب يوشع

ولا يعارضه ما في السير أن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لما أخبر قريشاً بالإسراء أنه رأى عيرهم تقدم مع شروق الشمس فدعا اللّه فحبست حتى قدمت وهذا منقطع لكن في الأوسط للطبراني عن جابر أن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار وسنده حسن ويجمع بأن الحصر على الماضي للأنبياء قبل نبينا وليس فيه أنها لا تحبس بعده، وفي الكبير للطبراني والحاكم والبيهقي في الدلائل عن أسماء بنت عميس أن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم دعى لما نام على ركبة علي ففاتته العصر فردت حتى صلى عليٌّ ثم غربت وهذا أبلغ في المعجزة، وأخطأ ابن الجوزي في إيراده في الموضوع وجاء أيضاً أنها حبست لموسى لما حبس تابوت يوسف ففي المبتدأ عن عروة أنه تعالى أمر موسى أن يأمر بني إسرائيل أن تحمل تابوت يوسف فلم يدل عليه حتى كاد الفجر يطلع وكان وعدهم بالسير عند طلوع الفجر فدعا ربه أن يؤخر الفجر حتى يفرغ ففعل، وتأخير طلوع الفجر يستلزم تأخير طلوع الشمس لأنه ناشئ عنها، فلا يقال الحصر إنما وقع في حق يوشع بطلوع الشمس فلا يمنع حبس الفجر لغيره، وجاء أيضاً في خبر أنها حبست لسليمان بن داود لكنه غير ثابت اهـ‏.‏ ملخصاً‏.‏

- ‏(‏خط عن أبي هريرة‏)‏ وظاهر اقتصار المؤلف على عزوه للخطيب أنه لا يعرف لأشهر منه ولا أحق بالعزو أنه ليس ثم ما هو أمثل سنداً منه وإلا لما عدل إليه واقتصر عليه وهو عجب فقد قال الحافظ ابن حجر‏:‏ ورد من طرق صحيحة خرجها أحمد من طريق هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ إن الشمس لا تحبس لبشر إلا ليوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس اهـ‏.‏

7890 - ‏(‏ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام‏)‏ الذي هو تحية أهل الجنة ‏(‏والتأمين‏)‏ قالوا لم تكن آمين قبلنا إلا لموسى وهارون ذكره الحكيم في نوادره‏.‏